-(1).png)
تغييرات رئيسية في اللوائح التنظيمية تحدد ملامح سباقات الفورمولا 1 لموسم 2025
الدوحة – قطر، 03 سبتمبر 2025: مع انتهاء منتصف موسم الفورمولا 1 لعام 2025، واكتمال أربعة عشر سباقًا من أصل أربعة وعشرين، تشهد البطولة تغييرات تنظيمية عديدة تعيد تشكيل المشهد التنافسي بقوة. ومع تحول التركيز تدريجيًا نحو الإصلاحات التقنية الشاملة في موسم 2026، يجدر إعادة النظر في التحديثات المهمة السارية حاليًا، والتي يُؤثر العديد منها على كيفية منافسة الفرق، ووضع استراتيجياتها، و تحضيراتها للموسم.
ويمثل إلغاء نقطة المكافأة الإضافية لأسرع لفة أحد أبرز التغييرات لهذا الموسم. فقد تم استحداث هذه النقطة في عام 2019 لتشجيع المخاطرة في المراحل المتأخرة من السباق، ولكنها أصبحت بشكل متزايد ثغرة استراتيجية بدلاً من كونها مكافأة للأداء المتميّز. وقد جاء قرار إلغاء نقطة المكافأة في أعقاب حوادث كتلك التي وقعت خلال سباق جائزة سنغافورة الكبرى لعام 2023، حيث سجّل دانيال ريكاردو أسرع لفة بسيارة متأخرة، مانعًا نقطة ثمينة عن منافسه على اللقب. ولم تعد الفرق بدون نقطة إضافية تتوقف في وقت متأخر لتغيير الإطارات لمجرد انتزاع مكافأة أسرع لفة. وفي الحلبات الضيقة، مثل حلبة موناكو، حيث يصعب التجاوز وترتفع تكلفة التوقف للصيانة، تبدو الفرق أقل ميلاً لتغيير الإطارات في وقت متأخر بعد إلغاء مكافأة أسرع لفة.
وقد أُدخل كذلك تعديلُ على اللوائح الخاصة بوزن سيارات السباق بشكل طفيف لموسم 2025، حيث تم رفع الحد الأدنى للوزن المشترك للسيارة والسائق من 798 كجم إلى 800 كجم، مما يعكس ارتفاعًا في الحد الأدنى لوزن السائق من 80 كجم إلى 82 كجم. ويهدف هذا التعديل إلى تحقيق تكافؤ أكبر في الفرص بين السائقين، خاصةً الأطول أو الأثقل، حيث يمكن للفرق تكييف استراتيجياتها بناءً على هذا التعديل خلال الجولات الافتتاحية.
وأصبح رضا السائق أكثر أهمية، حيث يسمح بروتوكول التبريد الجديد الصادر من الاتحاد الدولي للسيارات بتركيب أنظمة تبريد بالبطارية معتمدة من الاتحاد الدولي للسيارات عندما تتجاوز درجات الحرارة المحيطة 30.5 درجة مئوية. فيقوم هذا النظام بتدوير سائل التبريد عبر 48 مترًا من الأنابيب المدمجة في قميص السائق الداخلي. وتتضمن السباقات التي تستخدم التبريد النشط زيادة قدرها 5 كجم في الحد الأدنى لوزن السيارة.
وعلى الرغم من أن نظام التبريد الاختياري للسائقين في موسم 2025 قد تلقى ردود فعل متباينة، فقد استخدم جورج راسل هذا النظام بنجاح خلال سباق جائزة البحرين الكبرى، حيث وصف سائل التبريد البارد بدرجة 16 مئوية بأنه "لطيف للغاية" في قمرة القيادة التي تتجاوز درجة حرارتها 50 درجة مئوية. بالإضافة إلى ذلك، اختبر العديد من السائقين هذا النظام، بمن فيهم أوسكار بياستري، وأندريا كيمي أنتونيلي، وأوليفر بيرمان، وكارلوس ساينز، وبيير غاسلي، ويوكي تسونودا، خلال عطلة نهاية الأسبوع لسباق جائزة السعودية الكبرى. ومع ذلك، انتقد سائقون مثل إستيبان أوكون، ولانس سترول، وبياستري النظام ووصفوه بأنه غير مريح وكبير الحجم، حيث لم يتمكن بعضهم من استخدامه بسبب قيود تصميم المقاعد. وعلى نحو مماثل، عبَّر لويس هاميلتون عن معارضته له، مفضلاً التحدي البدني، ومع ذلك، سيصبح هذا النظام إلزاميًا بدءًا من موسم 2026.
وأتاحت المرونة في الديناميكية الهوائية مجالاً رئيسيًا للفحص والتدقيق هذا العام، مع إدخال لوائح أكثر صرامة للأجنحة الخلفية لمنع تصاميم مثل "نظام تقليل السحب" المصغر من مكلارين لموسم 2024 وتمكينه من اكتساب أفضلية غير مقصودة. وبالنسبة لموسم 2025، يجب أن تنتقل مكونات "نظام تقليل السحب" بالكامل أو إغلاقها في غضون أربعة أعشار الثانية، مع إحكام التباعد حول فجوات الفتحات. وعلى جوانب الأجنحة الأمامية، رفع الاتحاد الدولي للسيارات متطلبات الصلابة بنسبة 33% بدءًا من سباق جائزة إسبانيا الكبرى لعام 2024، وهي خطوة استباقية حيث تواصل الفرق استكشاف المزيد من المرونة في الديناميكية الهوائية الذكية. ولم يتم الكشف عن أي خروقات حتى الآن، لكن قد عدّلت بعض الفرق مثل فيراري وريد بول وماكلارين تصاميم أجنحتها بشكل واضح.
تم أيضًا تعديل القيود المفروضة على الاختبارات، حيث تواجه الفرق الآن سقفًا سنويًا قدره 20 يومًا لاختبارات السيارات السابقة، والذي يغطي السيارات التي يتراوح عمرها بين عامين وأربعة أعوام. يقتصر اختبار السيارات السابقة الآن على 1000 كيلومتر كحد أقصى على مدى أربعة أيام من برنامج الاختبار، بينما تم تعزيز تطوير السائقين الشباب وتوسيع فرص مشاركتهم، حيث أصبح على كل فريق الآن إشراك السائقين الجدد في أربع حصص التجارب الحرة الأولى خلال الموسم بدلاً من اثنتين. وحتى الآن، قامت عدة فرق بتدوير السائقين الشباب خلال هذه الجولات التدريبية الإلزامية، بما في ذلك أولي بيرمان (فيراري)، وجاك دوهان (ألباين)، إسحاق حجار (ريد بول للسباقات)، وهو ما عكس تطبيقًا فعالاً للبرنامج في منتصف الموسم.
وقد أضافت التحديثات الإجرائية مزيدًا من الوضوح إلى نسق سباقات عطلة نهاية الأسبوع، لا سيما في ظل الاضطرابات الجوية. ومن أبرزها أنه في حال إلغاء الحصة التأهيلية (وهو أمر مهم خاصة في عطلات نهاية الأسبوع التي تتضمن سباقات سبرينت)، يتم تحديد شبكة الانطلاق بناءً على ترتيب بطولة السائقين. كما تم الآن تثبيت الترتيب النهائي لشبكة الانطلاق قبل ساعة واحدة فقط من بدء السباق، بدلاً من ساعتين، مع إمكانية الانسحاب حتى 75 دقيقة قبل انطلاق الإشارة الخضراء، مما يسمح بإعادة تشكيل الشبكة. وقد ساهمت هذه التغييرات بالفعل في سير العمليات وتجنب أي فوضى خلال عطلات نهاية الأسبوع المخصصة للسباقات.
ومع اشتداد المنافسة في النصف الثاني من الموسم، تظل هذه التغييرات التنظيمية مهمة في تحديد طريقة تنافس الفرق وتحضيراتها للموسم. وبينما تتجه جميع الأنظار نحو لوائح موسم 2026 التطويرية، فإن لوائح 2025 لا تزال ترسم ملامح الحكايات والاستراتيجيات في الحاضر.
للاطلاع على الفعّاليات القادمة والتحديثات بشأن البطولة، تابعوا قنوات التواصل الاجتماعي لحلبة لوسيل الدولية أو تفضلوا بزيارة الموقع الرسمي على lcsc.qa.
–انتهى–